تساقط الشعر، هل الضغط النفسي هو السبب؟


نعم، فالتوتر وتساقط الشعر مرتبطين ارتباطًا وثيقًا، إذ يُسبب التوتر طويل الأمد أو المزمن تعريض الأشخاص لخطر الإصابة بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية والنفسية قد تشمل الاكتئاب والقلق، إضافة لمشاكل الهضم واضطرابات النوم، ولطالما ربط الأخصائيون التوتر المزمن بمشاكل الشعر.


وقد أدت النتائج التي توصلت إليها الأبحاث في جامعة هارفارد إلى فهم كيفية تسبب التوتر في ظهور الشيب، وتكشف عن أسباب تساهم في مشاكل الشعر نتيجة التوتر المزمن،  وكيفية تأثيره على تجديد الأنسجة في أجزاء أخرى من الجسم حتى، وعادةً ما تربط ثلاثة أنواع من تساقط الشعر بمستويات عالية من التوتر:


  • تساقط الشعر الكربي، (بالإنجليزية: Telogen effluvium)، في هذا النوع يدفع الإجهاد الكبير والتوتر عددًا كبيرًا من بصيلات الشعر إلى مرحلة الراحة بدلًا من مرحلة النمو النشط، وبعد مرور بضعة أشهر، قد يتساقط الشعر من بصيلات الشعر تلك فجأة عند تمشيط أو غسل الشعر.

تعد هذه الحالة حالة مؤقتة تستمر باستمرار المسبب وهو التوتر والتفكير وقد تمتد لمدة تصل 6 شهور، وبزوال السبب يعود الشعر لنموه من جديد.



  • نتف الشعر، (بالإنجليزية: Trichotillomania) يعاني البعض من التوتر فيشعرون بدافع يصعب مقاومته لنتف وتقطيع شعر الرأس أو شعر الحاجبين، أو مناطق أخرى من الجسم. وعادةً ما يكون نتف الشعر طريقة للتعامل مع المشاعر السلبية أو غير المريحة، مثل التوتر أو الضغط أو حتى الشعور بالملل أو مشاعر الإحباط.

ونتف الشعر هي عادة غالبًا ما تصيب النساء أكثر من الرجال، وتصيب المراهقين والشباب أكثر من غيرهم.


  • داء الثعلبة، (بالإنجليزية: Autoimmune diseases) يُعتقد أن هناك عدة أسباب لداء الثعلبة، ومن جملة هذه الأسباب الإجهاد الشديد، والتوتر، وفي هذا المرض يهاجم جهاز المناعة في الجسم بصيلات الشعر مما يتسبب في فقدان الشعر، لا يجنبغي للتوتر والإجهاد أن يكون دائمًا، وإذا تحكمت في إجهادك ومستويات التوتر، فقد ينمو الشعر من جديد.


وقد أكد باحثون في جامعة هارفارد وأوضحوا الآلية البيولوجية التي بها قد يُضعف الإجهاد والتوتر المزمن الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، مما يؤكد الملاحظات التي تشير إلى أن الإجهاد قد يؤدي إلى تساقط الشعر.


إذ تعد بصيلات الشعر واحدة من أنسجة الثدييات القليلة التي تتجدد طوال الحياة، إذ تتنقل بصيلات الشعر طبيعيًا بين النمو والراحة، وهي عملية تعتمد على تغذية الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، وخلال مرحلة النمو تنشط الخلايا الجذعية بصيلات الشعر لتجديد الشعر، وينمو الشعر لفترة أطول كل يوم، أما خلال مرحلة الراحة  فتكون الخلايا الجذعية هادئة مما يسهل تساقط الشعر.ويحدث تساقط للشعر إذا بقيت الخلايا الجذعية في مرحلة الراحة دون أن تجدد الأنسجة.



كيف تتدارك الأمر، وتوقف تساقط الشعر؟



إذا كان التوتر هو السبب وراء تساقط شعرك، فغالبًا ما يعود للنمو من جديد من تلقاء نفسه لذا يجب التركيز على تخفيض مستويات التوتر، والتخلص من القلق، فقد يتسبب قلقك من الأمر بتفاقم المشكلة، يجب التحلي بالصبر والثقة بأن بصيلات الشعر لها القدرة على التجدد.

يساعدك كثيرًا فهم أسباب القلق، والاضطراب النفسي، أو التوتر، وحل المشاكل المتعلقة بالأمر. إضافةً لممارسة تمارين التأمل والاسترخاء، وإعطاء نفسك راحة من الضغوط النفسية، كما من الممكن القيام برحلة للترفيه عن النفس، والبعد عن الأجواء المتوترة والمشحونة.





إذا لاحظت في أي وقت تساقطًا مفاجئًا أو عدم نمو الشعر كعادته أو حتى تساقطًا في شعرك أكثر من المعتاد عند تمشيطه أو غسله، فتحدث إلى الطبيب، يمكن أن يدلل تساقط الشعر المفاجئ إلى مشكلة طبية تتطلب العلاج والتدخل الطبي، فقد يصف لك طبيبك أيضًا خيارات علاجية أفضل، ومحفزات لإعادة نمو الشعر.